الجمعة، 9 نوفمبر 2012

المحنة ( للسيد محمد باقر الصدر رحمه الله )

المحاضرة الاولى للسيد محمد باقر الصدر (رحمه الله ) ,

 لولا ان السير الخارجي يقتضي الصمود والثبات على قدر الامكان , والا فان الظروف بمضاعفاتها وتشويشاتها غير مناسبة للبحث ابدا . لكن ضريبة الصمود والثبات والاستمرار في ممارسة المسؤولية يقتضي ان نتغلب على كل الظروف وان نواصل بالرغم من كل هذه المضاعفات لكن في نفس الوقت ايضا حينما تعرض المحن للانسان لابد وان يفكر ايضا الى جانب تصميمه على الصمود ازاء المحنه لابد وان يفكر في القدر الذي يتحمله هو من المسؤولية ؟! القرآن الكريم واضح جدا بأن كل البلايا والمحن نتيجة ما كسبت ايدي الناس : (وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايدي ايديكم ) الشورى 30 , المصائب كلها بما كسبت ايدي الناس .... (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا ) الروم 41 , يقول : حتى يذيقهم عملهم نفس عملهم يتحول بعد هذا الى مصيبة الى محنة , هذا العمل كان يمارسه في حالة الرخاء وهو لايعلم كيف يتطور هذا العمل , كيف يتعقد هذا العمل , كيف ينعكس عليه هذا العمل . يتخيله عملا بسيطا على مستوى بسيط , مشاغبة بسيطة بقضية معينة ,فتنه بسيطة في قضية معينة غيبة بسيطة لشخص معين هتك بسيط لجهة معينة , هذه القضايا تتراكم بالتدريج . ثم نفس هذه الاعمال بحد ذاتها تتحول الى مصائب , تتحول الى محن , تتحول الى بلايا , حينما تتحول الى محن والى مصائب , حينئذ يشعر الانسان بمفعولها باثرها , ( ليذيقهم بعض الذي عملوا ) . نحن اذا كنا نؤمن بالقران الكريم يجب ان نشعر بان كل المحن التي تمر على المسلمين هي بعض الذي عمله المسلمون , ومحن من المسلمين . الحوزة , الطلبة جزء من المسلمين , يعملون كما يعمل المسلمون مقصرون كما يقصر المسلمون يغفلون كما يغفل المسلمون فأذا كنا قد ابتلينا بمحنة واذا كنا دائما وعلى طول الخط نواجه المحن والمصائب , فلا بد لنا من أمرين : أحدهما : التفكير في درجة الصمود اللازمة في وجه المحنة ومستوى هذا الصمود . وألامر الثاني : هو أن نلتفت الى انفسنا , نرى ماذا قدمنا من مساعدات لكي تتكون هذه المحنة لكي تتكون هذه الظروف طبعا قدمناها من دون قصد لكن على اية حال قدمناها لان القران يقول ( ليذيقهم بعض الذي عملوا ) , هذا بعض الذي عملناه وليس كل الذي عملناه لان البعض الاخر يذيقنا اياه في يوم الحساب . هذه مقدمات بسيطة جدا تعرض للانسان في الدنيا حتى يلتفت الى انه ماذا عمل , كيف فكر , كيف دبر , ماذا قدم تجاه دينه و تجاه عقيدته , تجاه صموده في الله تجاه حوزته . نحن الان في حالة لابد أن لا يشغلنا الالم الشديد الذي يقطع نياط قلوبنا الذي يقضي على جل آمالنا الذي يفتت وجودنا هذا الالم يجب ان لا يشغلنا عن التفكير في أننا ماذا صنعنا وكيف نمنا وكيف لم نلتفت الا بعد أن فاتنا الوقت . مذا كنا نقول ماذا كنا نزرع في الطريق دائما من صعوبات من عقبات كيف كنا لانعمل وكيف كنا نزرع الصعاب والعقبات في وجه من يعمل . كوننا لا نعمل وكوننا نزرع العقبات والصعاب في وجه من يعمل هذا هو الذي تحول الى فتنه هو الذي يتحول دائما الى محنة والى مصيبة قد يكون عملا بسيطا جدا وصغيرا جدا كون واحد يستغيب واحدا ينتقد واحدا يريد أن يهتك واحدا يريد أن يفضح شيئا من الاشياء هذا عمل بحد ذاته بسيط لكن هذا العمل كجزء من عشرين عملا من هذا القبيل يؤدي الى انهيار كياننا . هناك عوامل موضوعية خارجية للمحن دائما هذه العوامل لابد ان تفكر فيها الزعامة الدينية القائمة . وهناك عوامل داخلية يجب أن نفكر فيها نحن الطلبة عوامل داخلية في داخل نفوسنا في داخل ضمائرنا في داخل قلوبنا في داخل نياتنا هذا هو الجهاد الاكبر . صحيح يجب أن نفكر أن هؤلاء الذين بلونا بهذه المحنة كيف يمكن أن نقف في وجههم لكن يجب ان نقف في وجوه انفسنا نحن اذا كنا لانستطيع ان نقف في وجوه أعدائنا على الاقل نستطيع أن نقف في وجوه انفسنا ان نقف امام أطماعنا نقف امام شهواتنا نقف امام رغباتنا غير المحدودة غير المؤطرة باطار الرسالة واطار الاسلام . يجب ان نفكر من الان وصاعدا يعني كل ذي عينين شاهد الاحداث يجب ان يعرف ان القصة ليست فقط قصة الرسالة يعني ان يخون الرسالة يخون مصالحه الشخصية ايضا على الخط الطويل قد يتراءى للانسان انه في الشوط القصير ربح المصلحة ويخون الرسالة . ابن عباد ( والظاهر انه اراد ابن عباس ) كان يتخيل ان مصلحته الشخصية ان يخون الرسالة لكن فيما بعد تكشف له الموقف . اليوم امام كل واحد منا صار واضحا ان اي انحراف عن خط الاسلام في سلوكنا في وضعنا في اخلاقنا في عواطفنا ... هذا الانحراف هذا التكاسل هذه النزعة التحطيمية التحريمية لاي نوع من العمل الصالح في الحوزة هذا الذي يؤدي بنا الى ما ادى وسوف يؤدي الى الدمار حتما اذا لم يتغير الوضع الداخلي في الحوزة . لا يكفي ان يتغير الوضع الخارجي بل يحتاج الوضع الداخلي الى التغيير تحتاج ضمائرنا الى التطهير تحتاج نفوسنا الى تطهير نحتاج ان نشعر بمسؤليتنا اليوم قد يذنب واحد ذنبا في بيته الله يغفر له لكن اذا اذنب في بيت الله الحرام يصير ذنبه مضاعفا هذا من ناحية المكان . من ناحية الظروف كذلك ايضا يا اخوان يا اعزاء قد يذنب انسان ذنبا قد يرتكب خطيئة قد يتكاسل عن عمل قد يحطم عمل العاملين لكن في ايام الرخاء الله يغفر له لكن اذا صار البناء عليه في ايام الشدة في ايام الحنة في ايام المصيبة التي تأكل كل هذا الوجود وكل هذا الكيان اذا ماذا يكون حاله ؟! انا بودي حقيقة ان كل واحد منا منفردا ومجتمعا ان يفكر في هذه المسالة يعني هذه مسالة حياتية بالنسبة الينا مسالة اساسية على الاقل حينما نموت نموت طاهرين بعد هذا لانموت ونحن ملوثون نفكر على الاقل حينما نخرج من الدنيا نخرج من الصالحين لا ان نخرج من الدنيا ونحن عبيد الدنيا لا ان نخرج من الدنيا ونحن دائما نعيش الدنيا في همومنا في آلامنا في خطايانا . والى متى نعيش في هذه الدنيا حتى نؤخذ بهذه الدنيا ؟ غير العيش الخسيس على حد تعبير الامام الحسين عليه السلام . اذا لاينبغي ان يكون هذا العيش الخسيس هو شغلنا الشاغل هو همنا في الليل والنهار هو هدفنا في كل اوجه النشاط لا ينبغي ان يكون هذا العيش الخسيس هو هدفنا والا لكنا اذل الناس واقعا كما اننا اذل الناس ظاهرا بينما اذا غيرنا الهدف اذا جعلنا الهدف هو الله سوف نكون اعز الناس ولو كنا اذل الناس ظاهرا . بلال كان اعز الناس ولو كان اذل الناس ظاهرا كان يعذب كانت الصخرة توضع على قلبه كان يعذب وهو يقول ( احد احد ) كان اعز الناس يعني : الجاهلية بكل جبروتها ما استطاعت ان تدخل الى قلبه ما استطاعت ان تغير ضميره ما استطاعت ان تشتري منه عقيدته ما استطاع ان يفكر في معارك اخرى غير معركته الرئيسية معركته مع الجاهلية معركته مع اعداء الله تعالى اذا هو اعز الناس لانهم ما استطاعوا ان يغيروه لقد استطاعوا ان يعذبوه ان يقتلوه لكن القتل ليس معناه الانكسار قتلوه عذبوه ولكنه لم يبع ارادته عواطفه كان اعز الناس على الرغم من انه كان عبدا ذليلا اسيرا مقيدا . ونحن بامكاننا ان نكون على اقل تقدير كبلال اذا لم يكن بامكاننا ان نكون سادة الارض فعلى الاقل ان نكون بامكاننا ان نكون كبلال ان نشتري العزة من هذا الطريق اذا خسرنا العزة عن طريق اخر فلنشتر العزة من هذا الطريق وهذا الطريق مفتوح هذا الطريق مفتوح مهما اغلقت السبل الاخرى ويبقى مفتوحا . كل الجبابرة كل الحكام كل السلاطين قد يغلقوا ابوابهم في وجوهنا الا سلطان واحد هذا السلطان الواحد دائما ابوابه مفتوحة امامنا يمكننا ان نتوجه اليه في كل حين يمكننا ان نتعامل معه بعزة وكرامة نتعامل معه بروح حقيقية نتعامل معه ونحن نشعر باننا رابحون على كل تقدير . هذا السلطان الواحد الوحيد الذي يمكننا ان نتعامل معه ونحن واضحون على كل تقدير هو الله تعالى ز على الاقل في هذا المجلس من الان فليصمم كل واحد منا في ظل هذه المحنة وفي ظل هذه الظروف القاسية فليصمم كل واحد منا ويطلب من الله ان يبارك له هذا التصميم وان يمد بيده وان لاينسى هذه اللحظة حتى لو انفرجت المحنه حتى لو عادت ايام الرخاء بعد هذا يجب ان يتذكر انه عاش هذه اللحظة يصمم من الان على ان يتعامل مع هذا السلطان وحده ودون شريك ودون سلاطين اخرى .

هناك 6 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
    الردود
    1. الشكر موصول لك اخي العزيز مسار ووفقك الله لما فيه الخير والصلاح

      حذف
  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    الله اكبر
    الله اكبر الله اكبر

    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج ال بيت محمد
    تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
    وجزاكم الله خيرا وبارك الله بكم

    ردحذف
    الردود
    1. اشكرك من اعماق قلبي على دعمك المعنوي وهذا من طيب اصلك يا طيب بارك الله بك

      حذف
  3. aya ibu hayati ingin berbagi cerita kepada anda semua bahwa saya yg dulunya cuma seorang TKW di HONGKONG jadi pembantu rumah tangga yg gajinya tidak mencukupi keluarga dikampun,jadi TKW itu sangat menderita dan disuatu hari saya duduk2 buka internet dan tidak disengaja saya melihat komentar orang tentan MBAH KABOIRENG dan katanya bisa membantu orang untuk memberikan nomor yg betul betul tembus dan kebetulan juga saya sering pasan nomor di HONGKONG,akhirnya saya coba untuk menhubungi MBAH KABOIRENG dan ALHAMDULILLAH beliau mau membantu saya untuk memberikan nomor,dan nomor yg diberikan MBAH KABOIRENG meman betul2 terbukti tembus dan saya sangat bersyukur berkat bantuan MBAH KABOIRENG kini saya bisa pulang ke INDONESIA untuk buka usaha sendiri,,munkin saya tidak bisa membalas budi baik MBAH KABOIRENG sekali lagi makasih yaa MBAH dan bagi teman2 yg menjadi TKW atau TKI seperti saya,bila butuh bantuan hubungi saja MBAH KABOIRENG DI 085-260-482-111 insya ALLAH beliau akan membantu anda.Ini benar benar kisah nyata dari saya seorang TKW.. KLIK GHOB 2D 3D 4D 6D DISINI















    Saya ibu hayati ingin berbagi cerita kepada anda semua bahwa saya yg dulunya cuma seorang TKW di HONGKONG jadi pembantu rumah tangga yg gajinya tidak mencukupi keluarga dikampun,jadi TKW itu sangat menderita dan disuatu hari saya duduk2 buka internet dan tidak disengaja saya melihat komentar orang tentan MBAH KABOIRENG dan katanya bisa membantu orang untuk memberikan nomor yg betul betul tembus dan kebetulan juga saya sering pasan nomor di HONGKONG,akhirnya saya coba untuk menhubungi MBAH KABOIRENG dan ALHAMDULILLAH beliau mau membantu saya untuk memberikan nomor,dan nomor yg diberikan MBAH KABOIRENG meman betul2 terbukti tembus dan saya sangat bersyukur berkat bantuan MBAH KABOIRENG kini saya bisa pulang ke INDONESIA untuk buka usaha sendiri,,munkin saya tidak bisa membalas budi baik MBAH KABOIRENG sekali lagi makasih yaa MBAH dan bagi teman2 yg menjadi TKW atau TKI seperti saya,bila butuh bantuan hubungi saja MBAH KABOIRENG DI 085-260-482-111 insya ALLAH beliau akan membantu anda.Ini benar benar kisah nyata dari saya seorang TKW.. KLIK GHOB 2D 3D 4D 6D DISINI

    ردحذف