الخميس، 7 نوفمبر 2013

تأملات في واقعة كربلاء ,

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ,

ذكر اصحاب المقاتل ان سيدنا العباس بن علي عليهما السلام حين وقف على نهر الفرات اخذ غرفة من الماء بيده الكريمة فلما أحس ببرد الماء وقلبه يتقطع من العطش أراد ان يشرب فتذكر الحسين عليه السلام فرمى الماء من يده وقال يا نفس من بعد الحسين هوني ..... الخ , الم يكن من الاولى ان يشرب الماء فيقوى جسده على قتال اعداء الله فيقدم بذلك خدمة عظيمة لسيد الشهداء , اليس امتناعه عن شرب الماء هو رمي لنفسه المباركة بالتهلكة , اوليس ضعف بدنه عن القتال بسبب العطش يضعف معسكر الحق , لو شرب الماء قد يتحصل على القوة والقدرة على ايصال الماء الى ابي عبد الله الحسين والعيال وفي ذلك النصر العظيم والذي بحسب المقاتل ان عبيد الله نادى على اصحابه ان امنعوا العباس من ايصال الماء فان وصل الماء للحسين فلن يبقي منا احد , هذا وغيره من الاسئلة قد يجيب عنها التأمل الاتي في هذا التصرف الغريب الذي لايكون الا من شخص كالعباس بن علي عليهما السلام , مع الاعتذار لمولاي ابي الفضل فلا يليق بشخص مثلي ان يدرك ما ادركه اسياده من اهل بيت النبي صلى الله عليه واله , الا انه تأمل على حد فهمي ومستواي المتواضع اقدمه بين ايديهم عسى ان يكون فيه خيرا لي ولمن يقرأه ومن الله نستمد التوفيق . يخطر في ذهني انه سلام الله عليه اراد ان يبين من خلال تصرفه هذا , ( لا قيمة للحياة وان اتت بين يديه وولي الله الاعظم امام الزمان في وقته في خطر ) , ( ان القوة ليست بالاعتماد على الامور الماديه انما القوة الحقيقية هي المستمدة من الذات المقدسة التي تغني الانسان عن اي شئ اخر ) , ( مراعاة الجانب الاعلامي في المعركة مع معسكر الشر حيث انهم يترصدون لاي خلل او شبهة خلل ليحاولوا ان يقللوا من شأن الشخصيات الجهادية او بعبارة اخرى التنبه للتصرفات الصادرة لكي لا تتخذ سلاحا فلا نترك اي فرصة للاعداء ليستغلوها ) , ( الالتزام التام بأوامر القيادة وضمن الصلاحيات المعطاة وبطبيعة الحال فأن القائد لن يمانع لو شرب للتقوي على اعداء الله ولكن من جانب الجندي فهو يحاول اظهار اعلى مراتب الالتزام والانقياد والطاعة وهذه من اهم العوامل للنجاح في المعركة فلا نحتاج الى توجيه او ضبط القيادة لننضبط انما نحن كجنود نكون منظبطين فنكون سببا في تقليل الجهد على القائد وتوفير الراحة النفسية له ), ( ان الماء الذي حرم منه امام زمانه دليل على ان لاقيمة للماء وكما يعبرون الماء هو الحياة فحياة لا تحترم امام الزمان لا تستحق ان اعيش فيها ولولا التكليف الالهي لما بقيت لحظة واحدة ) , ( ان الماء الذي تحرموننا منه وتحرمون منه سيدي ومولاي ابن بنت رسول الله فتظنون انكم تكسرون شوكتنا بذلك فهذا خطأ فادح ترتكبونه فأنا العبد الاقل مرتبه وقد لا اساوي شيئا امام مولاي فأرميه من يدي اختيارا فما قيمة هذا الضغط على سيدي وحبيبي انه لاشئ الا ترونه يزداد وجهه نورا كلما ضيقتم عليه ) , ( لو شربت الماء سأخسر مرتبة معنوية كبيرة ذلك ان التشبه عند الموت بحال مولاي عند موته لهو شرف وعزة لا يفهمها المجرمون امثالكم فأنا احاول ان اكون قريبا في كل حالاتي من حلات حبيبي وسيدي ) , ( عندما وضعت يدي في الماء احسست بالحياة الدنيا تجذبني اليها بكل ما اوتيت من قوة بكل مكرها وخبثها فرميتها مسرعا فقد اخترت ضرتها فالاخرة هي ما يليق بالانسان الكريم ان يختاره ) , ( حين وضعت يدي في الماء وشعرت ببرد الماء احسست بنظرات سيدي ومولاي تلاحقني فاستحييت ان اشرب قبله فهل يشرب احدكم الماء قبل والده او حبيبه او صديقه او شخص غريب عليه الا انه عطش انكم لا تفعلون ذلك فكيف يتوقع احد منكم ان افعل هذا مع من سحرني بحبه واستيقنت ان رضا الله سبحانه مقرون برضاه فرميت الماء اكراما واجلالا واحتراما ), ( رميت الماء لتفهموا ان كل من اراد الخلود لشخصه والنصر للاسلام واعلاء كلمة الله في الارض عليه ان يقدم حياة من هو اهم منه فحياتي فداء لحياة مولاي فنحن نعمل بمبدأ الاهم فالمهم وتقديم الافضل على الفاضل في كل شئ وفي كل جوانب الحياة فالفرد مثلا ما اهميته امام اهمية المجتمع لا شئ وشخصي امام شخص امام الزمان لاشئ فالمهم بقاؤه وحياته وراحته وهذا ما يجب على المؤمنين بعدي ان يفهموه ) , ( رميت الماء ليفهم العالم صدق قضيتنا واننا لانطمع بأي شئ من هذه الدنيا انما اردنا خلاص البشرية وقدمنا كل مانملك ليفهموا معنى الحرية فيتحرروا من الاصر والاغلال ليصلوا الى الغاية الحقيقية من خلقهم _ الوصول الى الله سبحانه _ بالعبادة له وحده لا شريك له ) , ( رميت الماء ليتضح لهؤلاء القوم ولكل الناس زيف ادعاء الطغاة السفلة من اننا قوم قاتلناهم لاجل الملك والتسلط على رقاب الناس ) , ( رميت الماء ليصبر المؤمنون بعدي على نصرة اولياء الله في المحن والشدائد ) , ( رميت الماء لتفهموا معجزة الحسين عليه السلام في عاشوراء فالناس ان عطشت تموت ونحن عطشنا فحيينا ) , يتبع ان شاء الله ولا تنسوا مولانا وحبيب قلوبنا صاحب العصر والزمان من الدعاء بالفرج في مثل هذه الايام وفقكم الله لما فيه الخير والصلاح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق