الأحد، 3 نوفمبر 2013

كَـيفمَـا تَـكُـونُـوا يُـولَّـى عَـلَـيْـكُـم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

المجتمعات بطبيعتها وبما تمتاز به من اخلاقيات وثوابت تشترك في مجموع العوامل التي تحدد من يقودها ويتحكم في مصيرها وذلك الامر بسيط لا يحتاج الى فلسفة خاصة اوشواهد كثيرة , فمجموع القيم التي يتربى عليها مجتمعنا في العراق اليوم فيه الكثير والكثير من الاشكاليات فان تصدى احد الاشخاص الشرفاء على سبيل الفرض لسدة المسؤولية والحكم فترى الاقرباء والاصدقاء يحاولون الاستفادة بأكبر صورة ممكنة من ذلك المسؤول والحصول على افضل الامتيازات فلو افترضنا أن ذلك الشخص كان عصاميا ومبدئيا فلم يخضع لهذه الوساطات لرأيت هؤلاء يتكلمون في اي مكان جلسوا فيه بالانتقاص من هذا الشخص فيعتبروه متكبر وقد ( نسي اهله ) و( كسر سيم كارت هاتفه النقال ) و(غير عنوانه ) , نحن هنا لا ندافع عن من يقوم بذلك تكبرا أو بسبب أهواء نفسية فهذا ليس محل كلامنا , انما الكلام من جهة المجتمع وبالطريقة التي يتعامل بها , وبالنتيجة سنرى رجالا جيدين سيخضعون لهذه الابتزازات الاجتماعية المغلفة بعناوين مختلفه اجتماعية او دينية او قانونية , فمنها مثلا , انه (شخص طيب ) و( ما قصر ويانه ) و( طلع ابن حلال وعين فلان ) و( طلع شلون انسان سبحان الله غير ميحجون عنه ) وذلك لانه قد عين فلان ابني او نقل فلان او ثبت فلان في مكانه او او او اي بعبارة اخرى هو خير ومؤدب وجيد وكل ذلك بشرط قضاء حاجتي اي حاجة كانت سواء اكانت على حساب الله والناس اولا , اننا بعبارة اخرى مجتمع مصلحي ديننا دين المصلحة وقانوننا قانون المصلحة وسنينتنا العشائرية سنينة المصلحة وهكذا فالمهم هو منفعتي الشخصية وليحترق الاخرون بنار جهنم وأمثال هذه الامثال كثير وكثير يطول الكلام بذكرها واعتقد ان فكرتها قد وصلت فلا حاجة للاطالة فمثلا ذلك الوزير ان جاءه ضيوف فماذا سيقدم لهم وكيف سيضيفهم ان بقي على راتبه فقط فلن يستطيع ايفاء تكلفة ومصاريف الضيوف وطبعا نحن مجتمع يتعامل بمبدأ الشأنية فغير ممكن ان يأتيك وزير أو عالم أو شيخ عشيرة كبير أو وجيه له شأن فيضيفه بما يملك او يتمكن منه فقط لا أكثر فهؤلاء جميعهم سيتهموه بالبخل أو أنه لم يحترمهم أو يقدرهم وللهروب من كل هذه الاشكاليات فالحل الامثل هو مسايرة التيار العام والفكر السائد فتراه يبذخ في مناسباته فنحن مجتمع يحدد أهمية الشخص بحسب البذخ في المناسبه وبحسب نوع السيارة التي يمتلك ونوع الهاتف المحمول الى غيره , وكل ذلك لكي يعلوا شأنه ولا ينتقص منه ونحن هنا وكما أشرنا نتحدث عن انسان جيد غير فاسد بالاصل والا فالفاسد لا يحتاج الى هذه المبررات او الضغوطات وللكلام تتمة ......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق