الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

*ماذا لوسكت المعصوم ولم يخرج ( الحسين عليه السلام من وجهة نظر اصولية مبسطة ) ,

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
 الفقه الشيعي من خلال استدلالاته الاصولية يذهب الى حجية الدليل الشرعي غير اللفظي وهو ( فعل المعصوم وتقريره , وفعل المعصوم يدل على الجواز وتقريره يدل على على عدم الحرمة , فما معنى تقرير المعصوم ::: ( هو سكوته عن فعل شخصي كما لو توضأ انسان امام المعصوم ومسح منكوسا ولم ينهه الامام فعمل هذا الشخص غير محرم وهو جائز , او سكوت المعصوم عن فعل نوعي كما في السيرة العقلائية القاضية بحجية الظهور في الكلام وقد عاصرها المعصوم ولم ينهى عنها فعدم ردعه عنها هو امضاء لها فتكون بذلك حجة , اذن كيف نفهم دلالات ذلك السكوت , قد يقال كما ذكر الشهيد الصدر( قد ): انه دليل الامضاء فأن المعصوم اذا واجه سلوكا معينا فأما ( وذلك باعتبار عصمته ) ان يبدي موقف الشرع منه وهذا يعني وجود الدليل الشرعي اللفظي واما ان يسكت وهذا السكوت يمكن ان يعتبر دليلا على الامضاء ودلالته على الامضاء تارة تدعى على اساس عقلي ( على اساس الانتقال من الملزوم الى اللازم ) واخرى على اساس الظهور الحالي ( حتى ولو لم تثبت الملازمة ) , اما الاساس العقلي فيمكن توضيحه : اما بملاحظة المعصوم مكلفا , فيقال : ان هذا السلوك لو لم يكن مرضيا لوجب النهي عنه على المعصوم لوجوب النهي عن المنكر مع توفرالشروط او لوجوب تعليم الجاهل فعدم نهيه وسكوته مع عصمته يكشف عقلا عن كون السلوك مرضيا , واما بملاحظة المعصوم شارعا وهادفا , فيقال : ان السلوك الذي يواجهه المعصوم لو كان يفوت عليه غرضه بما هو شارع لتعين الوقوف في وجهه ولما صح السكوت عنه لانه نقض للغرض ونقض الغرض من العاقل الملتفت مستحيل . وعلى هذا فماذا لو سكت المعصوم ؟! ذلك يعد اقرارا وشرعنة لافعال ذلك الطاغية الملعون فلا يمكن لاحد بعد الحسين عليه السلام كائنا من يكون ان يقف بوجه ظالم متغطرس فاسد مثل يزيد فكما قلنا ان فعل المعصوم وتقريره حجة وسيكون حجة بيد كل من يمني النفس بالعيش الرغيد ويتمنى ان يحصل على سعادة الدارين وستكون حجته قوية وفعالة وهنا ايضا يتبين مدى اهمية الدور الذي لعبه الامام الحسين عليه السلام بالنسبة لنفس المعصومين من بعده فهو قد ازاح حمل التصدي للطغاة بهذه الصورة الدموية التي لم تترك مسرحا للحياة الا وولجته فدور الحسين عليه السلام لم يكن مهما للامة فقط انما للمعصومين من بعده كذلك وبطبيعة الحال فالكلام ممتد للثورة المهدوية الكبرى التي ستقيم دولة الله على الارض فلولا ثورة سيد الشهداء فأي الظروف ستكون مؤاتية واي ارض ستكون خصبة لانجاح مشروع السماء على الارض فثورة سيد الشهداء عليه السلام حفظت جهود كل الانبياء والمرسلين فلولاه لضاعت جهود نبينا الكريم صلى الله عليه واله باندثار دينه واهدافه ولولاه لذهب ما بذله امير المؤمنين من جهد لتاسيس دولة العدل والتي هي حلم الانبياء ادراج الرياح ولولاه لذهب صبر سيد شباب اهل الجنه الامام الحسن عليه السلام فنراه بدمه المبارك قد حفظ كل ذلك واكثر ففي الكتاب الكريم اية تبين مراد الله سبحانه من خلق الخلق بقوله عز من قائل ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) وهذه الغاية يجب ان تتحقق وتبلغ الخلائق غايتها التي خلقت لاجلها فيكون الخلق كل الخلق مؤمنا بالله العلي العظيم وبأختصار اقول وقد وصلت اشارات ما اريد قوله ( انه لولا ذبيح كربلا لما تحققت الغاية الالهية ولنقض الغرض الالهي ) ولهذا ادخره الله سبحانه ليقوم به دينه ( فكان للحسين عليه السلام عند الله سبحانه شأنا من الشان ) وهنا سنفهم وعلى حد فهمنا قول النبي صلى الله عليه واله ( حسين مني وانا من حسين ) وسنفهم اصرار الائمة الطاهرين على التواصل مع الثورة الحسينية والذوبان في مبادئها وقيمها ( فهي بحق قيم الله ومبادئ الله ) والله ولي التوفيق . ملاحظة : من يرد في ذهنه اشكال التقية ذلك بأن المعصوم عليه السلام قد يكون سكوته للتقية المكثفة نقول وباختصار : ان التقية شرعت لحفظ الدماء فان ورد ما هو اهم من حفظ الدماء سقط مورد التقية وهذا الموضوع قد يمكننا الله سبحانه بفضله ومنه ان نناقشه في وقت اخر انه ارحم الراحمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق