الأحد، 8 ديسمبر 2013

اياك وظلم من لايجد ناصرا عليك الا الله ,

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم لنذهب مع هذه الكلمات الرائعه لامير المؤمنين وسيد البلغاء والمتكلمين علي بن ابي طالب عليه السلام فنتأمل فيها قليلا , وننزل بها الى ارض الواقع لنأخذ الدروس والعبر التي لا توجد متكاملة الا في كلمات المعصومين عليهم السلام , ولفهم هذا الكلام توجد اتجاهات عديدة نقتصر فيها على جانب احببت ان انبه عليه هنا , وهو ( ...العنف الاسري ... ) , تنتشر ظاهرة العنف الاسري بصورة كبير وملحوظة في مجتمعنا العربي عموما والعراقي بصورة خاصة وتكاد تكون صفة وللاسف الشديد لازمة لهذه المجتمعات , وان رجعنا الى ادبياتنا الدينية سنرى الحث الشديد من قبل النبي صلى الله عليه واله واهل بيته الطاهرين على حسن التعامل مع العائلة , فوصل الامر الى انه عند قيام النبي صلى الله عليه واله بتغسيل احد اصحابه وتكفينه وتشييعه والصلاة عليه ودفنه , وهذا بطبيعة الحال شرف عظيم , قال احد الاصحاب هنيئا له الجنه , فالتفت اليه النبي صلى الله عليه واله قائلا : لا تتعجل فقد ضغطته الارض ضغطة تهد لها الجبال , فقيل ولم يا رسول الله , قال : انه كان سئ الخلق مع اهله , والاحاديث في هذا المورد كثيرة جدا تشمل التعامل مع المرأة والوالدين وغيرهما , ونركز الكلام هنا عن صنفين يشملهما كلام الامير عليه السلام وهما , الزوجة والاطفال : والسبب لهذا الاختيار بسيط , حيث اننا نرى حالات قليلة او نادرة يعتدي فيها الرجل على ابويه ذلك لعدة اسباب منها : الجانب الاخلاقي او بسبب العادات الاجتماعية التي تنظر نظرة ازدراء لمن يسئ مع والديه الادب او انه يكون لهما من السلطة والقوة ما يمنعه عن ذلك , ولكن الامر الشائع والمحزن هو الاعتداء على الزوجة والابناء , وهؤلاء بطبيعة الحال ضعفاء ليس لهم معين الا الله وخصوصا الاطفال فهم تحت سيطرتك وسلطتك المطلقة ففي بعض الاحيان يكون للمراة مصدر قوة , عكس الطفل فمن لهذا المسكين الضعيف الذي لاحول له ولا قوة وهو يرجو رحمتك ورافتك وعطفك عليه , وفي مثل حالة الطفل هذه سيكون مصداقا واضحا لكلام الامير فليس للطفل ملجا الا الله تعالى يلجأ اليه , الشئ الذي احاول الالفات اليه هو اننا لا ننتبه الى كثير من الامور السيئة التي تحدث الينا بسبب الاساءة للعائلة وخصوصا الاطفال , فكم وكم من حالات الانقباض والضيق النفسي التي نمر بها سببها يعود لاسائتنا التعامل مع ابنائنا ونحن لا نلتفت لهذا الامر, نعم وهذا ما رايته بالتجربه وكما قال المثل ( اسأل مجرب ولا تسأل حكيم ) ففي يوم ما ضربت ولدي الاكبر جعفر بقدمي وقد كنت منزعجا جدا فما هي الا لحظات واذا بقدمي اليمنى لا استطيع المشي بها وبقيت الالام تزداد يوما بعد يوم ذهبت الى طبيب بارع في النجف وصرفت مبلغا كبيرا بالنسبة لي ولم ينفع الامر وفي هذه الاثناء فهمت الامر وما هو السبب وحين سألني الطبيب عن الحالة هل لها سبب ام انها فجأة , لم اخبره بحقيقة الامر ولم ينفع علاجه لها . فتوجهت الى الامير مستشفعا ومعاهدا ان لا اسئ لولدي وبهذه القسوة ودعوت الله سبحانه كثيرا فبقيت الحالة قرابة الاربعة اشهر حتى شفيت والحمد لله , ان الطفل بطبيعته لا يريد الاساءة لاحد لكنه لا يفهم ما نعانيه من هموم ومشاكل وهو لايستطيع ان يقدر ما نحن فيه ليتعامل مع الامور بالطريقة المناسبة انه يجهل الامور ولهذا في لهجتنا العراقية نسميه ( جاهل ) فمثلا هو يريد ان يلعب ويصرخ عاليا ومن جهتنا فنحن متعبين ونريد الراحة ووضعنا الحياتي بصورة عامة تملؤه الصعوبات وعوامل الارباك النفسي وصغر البيوت وعدم وجود اماكن خاصة للعب الاطفال هذه وغيرها من العوامل توتر الجو العائلي وتجعله مشحونا ينفجر في اي لحظة عن بركان يصب حممه وجآم غضبه على اضعف الموجودين وهم الاطفال فتراهم لا حول ولا قوة يتخذون زاوية البيت لا يفهم مشاعرهم على نحوالدقة الا الله تعالى والله لا يضيع دمعة عبد مظلوم يلجأ اليه , اخواني احبائي كونوا على حذر واتقوا الله في ابناءكم وزوجاتكم فقد ورد عن اهل البيت عليهم السلام ان اكثر عذاب امة محمد صلى الله عليه واله في القبر من سوء الخلق مع العيال اعاننا الله واياكم والهمنا الصبر وقوة التحمل وسعة الصدر مع العيال فهم امانة الله سبحانه في اعناقنا, وفقنا الله واياكم لما فيه الخير والصلاح انه ارحم الراحمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق