الثلاثاء، 10 مايو 2011

من وصايا الصالحين

قرات في كتاب موسوعة سيرة اهل البيت عليهم السلام ,

للشيخ باقر شريف القرشي رسالة بعث بها الامام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام الى رجل يدعى الزهري يؤنبه على اتصاله ببني اميه وخدمته لهم ويحذره من عذاب الله وعقابه لانه سار في ركبهم فاحببت ان اطرق بها مسامع الاخوة المؤمنين من اتباع اهل البيت عليهم السلام من باب التنبيه والذكرى فان المؤمن وبمرتبه من المراتب تشتبه عليه الامور فيتخذ بعض المواقف ويضع لها المبررات ولايدري المسكين انه وقع في فخ ابليس لع فخ الغفله والنسيان وفي بعض الاحيان الحماقه وقد قيل اياك والاحمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك ووصية الامام الصادق عليه السلام شيعتنا كونوا زينا لنا ولاتكونوا شينا علينا فان ابصركم الناس قالوا رحم الله جعفر فقد ادب شيعته فالى المؤمنين الغافلين والى الشيعه الذين ارادوا خيرا فاساؤا من حيث لايعلمون والعاملين الذين يريدون الاصلاح هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين ولا اطيل عليكم فاكون دكتاتورا في الكلام اليكم نص الرساله العظيمه في معانيها المقدسه في نفحاتها تاملوا فيها جزاكم الله خير جزاء المحسنين .

 قال عليه السلام : كفانا الله واياك من الفتن ورحمك من النار فقد اصبحت بحال ينبغي لمن عرفك ان يرحمك فقد اثقلتك نعم الله بما اصح من بدنك واطال من عمرك وقامت عليك الحجج بما حملك من كتابه وفقهك فيه من دينه وعرفك من سنة نبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم فرضي لك في كل نعمه انعم بها عليك وفي كل حجة احتج بها عليك الفرض بما قضى فما قضى الا ابتلى شكرك في ذلك وابدى فيه فضله عليك فقال :لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد > فانظر اي رجل تكون غدا اذا وقفت بين يدي الله فسالك عن نعمه عليك كيف رعيتها وعن حججه عليك كيف قضيتها ولاتحسبن الله قابلا منك بالتعذير ولا راضيا منك بالتقصير هيهات هيهات ليس كذلك اخذ على العلماء في كتابه اذ قال : < لتبيننه للناس ولا تكتمونه > واعلم ان ادنى ما كتمت واخف مااحتملت ان انست وحشة الظالم وسهلت له طريق الغي بدنوك منه حين دنوت واجابتك له حين دعيت فما اخوفني ان تكون تبوء باثمك غدا مع الخونه وان تسال عما اخذت باعانتك على ظلم الظلمه انك اخذت ما ليس لك ممن اعطاك ودنوت ممن لم يرد على احد حقا ولم ترد باطلا حين ادناك واحببت من حاد الله اوليس بدعائه اياك حين دعاك جعلوك قطبا اداروا بك رحى مظالمهم وجسرا يعبرن عليك الى بلاياهم وسلما الى ظلالتهم داعيا الى غيهم سالكا سبيلهم يدخلون بك الشك على العلماء ويقتادون بك قلوب الجهال اليهم فلم يبلغ اخص وزرائهم ولا اقوى اعوانهم الا دون مابلغت من اصلاح فسادهم واختلاف الخاصه والعامه اليهم فما اقل ما اعطوك في قدر ما اخذوا منك وما ايسر ما عمروا لك فكيف ماخربوا عليك ؟ فانظر لنفسك فانه لاينظر لها غيرك وحاسبها حساب رجل مسؤول وانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرا وكبيرا فما اخوفني ان تكون كما قال الله في كتابه < فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب ياخذون عرض هذه الادنى ويقولون سيغفر لنا > انك لست في دار مقام انت في دار قد اذنت برحيل فما بقاء المرء بعد قرنائهطوبى لمن كان في الدنيا على وجل يابؤس لمن يموت وتبقى ذنوبه من بعده احذر فقد نبئت وبادر فقد اجلت انك تعامل من لايجهل وان الذي يحفظ عليك لايغفل تجهز فقد دنا منك سفر بعيد وداو ذنبك فقد دخله سقم شديد ولا تحسب اني اردت توبيخك وتعنيفك وتعييرك لكني اردت ان ينعش الله ما قد فات من رايك ويرد اليك ما عزب من دينك وذكرت قول الله عز وجل في كتابه <وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين > اغفلت ذكر من مضى من اسنانك واقرانك وبقيت بعدهم كقرن اعضب انظر هل ابتلوا بمثل ماابتليت ام هل وقعوا في مثل ما وقعت فيه ام هل تراهم ذكرت خيرا اهملوه وعلمت شيئا جهلوه بل حظيت بما حل من حالك في صدور العامه وكلفهم بك اذ صاروا يقتدون برايك ويعملون بامرك ان احللت احلوا وان حرمت حرموا وليس عندك ولكن اظهرهم عليك رغبتهم في ما لديك ذهاب علمائهم وغلبة الجهل عليك وعليهم وحب الرئاسه وطلب الدنيا منك ومنهم اما ترى ما انت فيه من الجهل والغره وما الناس فيه من البلاء والفتنه قد ابتليتهم وفتنتهم بالشغل عن مكاسبهم مما راوا فتاقت نفوسهم الى ان يبلغوا من العلم مابلغت او يدركوا به مثل الذي ادركت فوقعوا منك في بحر لايدرك عمقه وفي بلاء لايقدر قدره فالله لنا ولك وهو المستعان اما بعد فاعرض عن كل ماانت فيه حتى تلحق بالصالحين الذين دفنوا في اسمالهم لاصقة بطونهم بظهورهم ليس بينهم وبين الله حجاب ولا تفتنهم الدنيا ولا يفتنون بها رغبوا فطلبوا فما لبثوا ان لحقوا فاذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا المبلغ مع كبر سنك ورسوخ علمك وحضور اجلك فكيف يسلم الحدث في سنه الجاهل في علمه المافون في رايه والمدخول في عقله انا لله وانا اليه راجعون على من المعول وعند من المستعتب نشكوا الى الله بثنا وما نرى فيك ونحتسب عند الله مصيبتنا بك فانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرا وكبيرا وكيف اعظامك لمن جعلك بدينه في الناس جميلا ؟ وكيف صيانتك لكسوة من جعلك بكسوته في الناس ستيرا وكيف قربك او بعدك ممن امرك ان تكون منه قريبا ذليلا ؟ مالك لاتنتبه من نعستك وتستقيل من عثرتك فتقول : والله ما قمت لله مقاما واحدا احييت له به دينا او امت له فيه باطلا فهذا شكرك من استحملك ما اخوفني ان تكون كمن قال الله تعالى في كتابه < اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا استحملك كتابه واستودعك علمه فاضعتها فنحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به . والسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق