الخميس، 15 مايو 2014

ماذا يعني العظماء لنا ( زينب عليها السلام أنموذجا )

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم , 

أن الامم تعتز بعظمائها بنسبة تتناسب مع أهمية ما يقدمه العظماء للامة من فائدة على كافة الاصعدة او على صعيد واحد معين ,

حيث ان الامة تستشعر عظمة هذا الانسان من خلال عمله وما قدمه , وهنا تاتي أهمية القدوة الصالحة ,  فأمة تخلو من القدوة الصالحة ستخلو من الابداع والتقدم الحضاري , ولولا أن من الله علينا بالقدوات الصالحة من أهل البيت عليهم السلام فنحن نستشعر الخير والبقاء على الحالة المعنوية العالية روحيا والمستوى الفكري المرتبط بالله تعالى ,  وأن غيب الوجود المادي لهم عن ناظرينا , واليوم بما أننا نمر بذكرى وفاة أحد هؤلاء العظماء , وهي السيدة زينب عليها السلام , نقول , ماذا تعني لنا هذه المرأة , هل هي تقليد ضمن مجموعة عادات وتقاليد ورثناها وأعتدنا على أحياء مثل هذه التقاليد , هل هي مناسبة جيدة لاستعراض أمكانيتنا الصوتية والمادية والخطابية , هل هي مورد لكسب المال باللعب على عواطف الناس , هل هي قصة حزينة نسمعها فتحرك عواطفنا لنذرف الدموع ونكون بذلك قد أرتحنا من بعض الطاقة السلبية المترسبة فينا بسبب كثرة قيامنا بأعمال تستلزم أنزال هذه الطاقة من ذنوب ومعاصي مما يتسبب في ارباك حركتنا نحو الخالق سبحانه أو على الاقل ارباك حركتنا الدنيوية , فترى الاجساد والارواح والانفس متعبة منهكة , فتكون مثل هذه المناسبات هي عملية تفريغ سريعة للتخلص من الطاقة السلبية , وبذلك فالفائدة ترجع الينا قبل غيرنا , أم أن الامر يعبر حاجز المنفعة لذواتنا في الدنيا فقط الى الفائدة لنا في الاخرة وفائدة المجتمع بصورة عامة , بحسب فهمي أنهم سلام الله عليهم أكبر وأعظم من ذلك حيث أن رسالتهم عظيمة لم يبخلوا بأي شئ لايصالها ألينا , فلا نبخس حقهم ولنكون كرماء من حيث رد الجميل , فأن تمسكنا في أسلوب البكاء فقط دون البحث والتأمل في ما قالوه وعملوه , لهو نكران للجميل ونكون بذلك ممن يزيد آلامهم وحزنهم سلام الله عليهم , لنتامل مثلا في كلمات هذه المرأة العظيمة كقولها ليزيد ( لع ) : ما رأيت الا جميلا , حين سألها كيف رأيتي صنع الله بكم , أنها تربية العارفين بالله تعالى لنا , حيث أنهم يروون كل فعل صادر من الله تعالى هو خير محض , بغض النظر عن ما نراه نحن فقد نراه من جهتنا انه سئ او غير مناسب لنا أو أنه ليس الافضل , ففي تراثهم الفكري لا يوجد حزن او هم تجاه ما يصيبنا من قدر , وهذا ما يزيد من قدرة المؤمنين على التحمل والصبر لما يلم بهم , أو قولها للطاغية الفاسد : في خطبتها المباركة والمؤيدة بتأييد الله سبحانه : أوظننت يايزيد بدون أي لقب الى أخر خطبتها الكريمة سلام الله عليها , لهو أشارة للمؤمنين للوقوف بصلابة أمام الظالمين وعدم الوهن والضعف , كما نرى اليوم الكثير من التميع لدى من يدعي الايمان وأنه من أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام , هذا من جهة ومن جهة أخرى نرى , أنهم يعلموننا على أسلوب الحوار مع الاخرين والدعوه بالحسنى وترك الدعوه الأعرابية _ نسبة الى الاعراب _ وطرق المحاورة اللاأخلاقية واللاأنسانية , التي يتبعها البعض اليوم ممن يدعي أنه من أتباع أهل البيت عليهم السلام , ومثال ذلك , نجد أن الامام زين العابدين في أصعب المواقف وأحرج الظروف التي قد يمر بها أنسان , فيسأله أحد أهل الشام , ويفتح الامام محاورة أخلاقية عالية يستدل بها بطريقة يقتنع بها الرجل , وهي الاستدلال القرآني , فينتهي المطاف بهذا الهدي الالهي , بأن الرجل يبصر الحق والباطل ويقرر أتباع الحق فتراه هاتفا بين الجموع بلعن يزيد , كتبت هذه الكلمات ليس عن أشخاص هؤلاء العظماء فهم لا يدركون ولكن كتبت عن بعض أحوالهم واقوالهم مما قد وصل الينا لعلنا نستفيد من هداهم , أولئك الذين هدى الله فبهداهم أقتده .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق