الاثنين، 19 مايو 2014

( الوحدة دعوة الله , والفرقة دعوة الشيطان , فايهما تتبعون يا أولي الالباب )

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم 

هل جاء الدين ليفرق الناس ام ليوحدهم , سؤال قد يخطر في بال من يتأمل الوضع العالمي والاسلامي خصوصا , وقد أشتد هذا التساؤل بعد أن غرقت مجتماعتنا بالفوضى العارمة , وزهقت ارواح أبنائنا ورملت النساء واستبيحت الاعراض والاموال كل ذلك بأسم الدين , فالطائفتان الشيعية والسنية وهما الاكبر من طوائف المسلمين تحدث بين الفينة والاخرى حالات صراع ديني يتطور الى مجازر شهدناها في وقتنا الحاضر في لبنان والعراق وسورية بأجلى وأوضح الصور , ولا أعتقد أننا هنا بحاجة الى سرد الامثلة فهي كالنار على المنار لا تخفى على احد بل الكثير الكثير قد أنكوى بنارها , وأما من أراد الغوص في ألتأريخ فسيصدم بالكم الهائل من تلك المجازر والتي كان ضحيتها في أغلب الاحيان الطرف الشيعي , وأهم أسباب انهيار الدول الاسلامية العباسية الى غيرها ممن حكمت العالم الاسلامي , وكذلك أنهيار الحكم الاسلامي في الاندلس , أنما هو بسبب التفرق والتشتت , وقد أدرك الغرب خطورة التفرق بعد زمن طويل من التشرذم حدثت فيه من الحروب الخارجية والداخلية التي جرت الويلات على شعوبهم وأدى الى التخلف وموت الملايين في حروب لم تكن الا نتيجة الطمع والنفس الامارة بالسوء , فلجأ الى الوحدة الاوربية والمتتبع لها سيجد أن مقومات الوحدة الاوربية أقل بكثير من مقومات الوحدة الاسلامية او العربية على الاقل , ولنطو هذه الصفحة ففي الاشارة أنارة , والله سبحانه وتعالى يخاطب الناس جميعا بان لا يتفرقوا وان يتحدوا تحت عنوان واحد وهو عنوان العبودية لله وحده فهم سيجتمعون ويتحدون بتلك العبودية مما سيسبب لهم الخير والبركة في الدنيا والاخرة , قال تعالى : (
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
واما بالنسبة الى الاختلاف الحاصل في الشكل واللون واللغة والعرق الى اخره انما هو اختلاف فيه مصلحة الانسان ونفعه قال تعالى ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) فالاية الكريمة  تقول : وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا لا لتتقاتلوا وتتفرقوا شيعا , فالتعارف والتودد والتقرب الى الاخرين من ابناء جنسه , صفة  يحبها الانسان بفطرته , الا ترى انك تهتم لمن ياتي من غير مدينتك مثلا وتكرمه وتحترمه وتوفر له أسباب الراحة , هل هذا يعني انك تحبه اكثرمن أبن مدينتك , فانت لا تعرفه انما لكونه من مدينة اخرى او يتكلم لغة اخرى الى غير ذلك , فتحب ان تتعرف عليه , على ثقافته الى غيرها من الامور, فيكون بينكما توادد وتقارب اكثر وهذا ما اراده الله سبحانه من اختلاف الشعوب وهنا في الاية الكريمة أشارة ثانية الى اهمية الوحدة بين أبناء الجنس الواحد فه قد خلقوا من ذكر وانثى فيرجع الجميع الى أب واحد وأم واحده وهذه الاشارة تذلل كل الصعاب في طريق ازالة العقبات النفسية للوحدة والتقرب الى الاخرين , واما التفرقة الحاصلة فقد بين الله سبحانه سببها وهو البغي فقال سبحانه : (  وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ  ) آل عمران 19.


 
أن ما نشاهده اليوم من مجموع الديانات المتوفرة تعطي الاحترام والتقدير لاتباعها والعيش الرغيد لهم فقط , بأعتبار أنهم  المقربون الى الله تعالى والمرضيون عنده , وتجعل من الاخرين عبيدا فهم بنظرها ليسوا بشرا يستحقون الاحترام , بأعتبار أنهم لم يؤمنوا بنفس المنهج والعبادة , بل ترقى ذلك عند اليهود فجعلوا من عرقهم الوحيد الذي يمت الى الله تعالى بصلة والديانه الحقه بنظرهم وهي اليهودية لا تعطى لغير أبناء هذا العرق ذلك أن الله أختارهم وأجتباهم , وتلك النظرة يمقتها الله سبحانه وتعالى وبين زيفها وكذبها , فقال في كتابه الكريم : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ۖ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) المائدة 18
ومن هذه النظرة وهذه العقيدة المنحرفة وهذه الاستعلائية بدأت الحروب الصليبية , التي حركت تحت غطاء شرعي ظاهري , وباطن نفسي فيه نزعة السلطة والسيطرة على مصادر الطاقة وحب التوسع في السلطان , استبيحت بها الحرمات وانتهكت الاعراض واستعبد الانسان , وقد رأينا هذا وشبهه في الاسلام ايضا , ولكن بدعاوى مختلفة منها القضاء على حركات الرده , وواقعة كربلاء بدعوى التمرد والخروج على الخليفة والتي أراد بها البيزنطيين شق عصا المسلمين وقد نجحوا في ذلك الى حد بعيد , وغيرها الكثير مما يطول به الكلام ولا فائدة من ذكره هنا , وأما اليوم  فالعالم الاسلامي يعج ويضج  بهذه الحروب الطاحنه بين المذاهب , وكل مذهب يرمي الاخر بشق الصف والوحدة الاسلامية , وكل يتهم الاخر بانه مارق وخارج عن الدين , يتهم بعضهم بعضا بأنه السبب في ضعف الاسلام , متناسين ان السبب الرئيسي في ضعف الاسلام عموما هو التفرقة الحاصلة وأنشغالهم بهذه المهاترات التي جرت الويلات لسنين طوال وما زالت على ابناء هذه الامة والاسلام الحنيف فضاعت بسببها بلاد الاندلس وفلسطين وقسمت الامة العربية الى دويلات والدويلات الى اقاليم وهكذا الى ان يأتي اليوم الذي يصحو فيه العرب يتوبون فيه الى الله تعالى ويتوحدوا تحت راية لا اله الا الله محمد رسول الله لبناء ما كلفوا ببنائه حين بعث بين ظهرانيهم النبي صلى الله عليه واله , واما هذه الحال التعيسة من التفرق والشتات والتي يؤسس لها اعداء الاسلام ويرعونها بقوة , حتى انهم استطاعوا ان يفرقوا بين ابناء المذهب الواحد الى خطوط وجهات , وقسموا هذه الخطوط الى جماعات ثم قسموا هذه الجماعات الى ....والى.... والى  , فوصل الحال بنا الى أنك لن تجد ثلاث اشخاص يجتمعون على امر واحد , حتى ان العائلة الواحدة قسمت , فهذا فلاني وذاك كذائي الى اخر المطاف , ولم يرضى أعداء الاسلام  بذلك ولكي يشعروا بالامان اكثر ووقاية من كل طارئ , لئلا ينهض هذا الانسان المسلم والوجود الاسلامي , ويعي ما هو فيه من انحراف عن المسير الذي اراده الله تعالى اليه , لجأوا الى تقسيم الشخص الواحد فكريا ونفسيا , فزرعوا فينا شخصيات ازدواجية تعاني أنفصام في الشخصية , فنرى نفس الشخص هواه ديني اسلامي وفعله الخارجي علماني , او تجده وطنيا في ساعة وفي ساعة اخرى تجده يبيع الوطن بابخس الاثمان , فالمشكلة يا اخواني هو في موروثنا الديني الذي ورثناه عن الرجال لا عن الانبياء والصالحين  , الذي يراد منه ان يفرقنا بفعل فاعل والمشحون بمشاعر الغضب والحقد والكراهية البعيدة عن روح الاسلام أو بمشاعر الغلو أما بالصحابة والتابعين وأما بالانبياء والائمة المعصومين , وكل يجعل من الفاسقين والظالمين في مذهبه أفضل من أي شخص خارج هذا المذهب فهل هناك تعصب أو غلو أشد من ذلك ...... ,  هذا الموروث الذي اخذناه اخذ المسلمات وكانه قرآن منزل , والعجيب ان الجميع متفقين على ان فيه من الدس والتزوير الشئ الكثير , لكن العاطفة واليد الخفية الخبيثة والنفس الامارة بالسوء وغيرها من العوامل تمنع حتى المختصين من اخذ دورهم في تنقية هذا التراث والابقاء على ما فيه النفع والخير لهذه الامة والناس جميعا في الدنيا والاخرة  , فلنرجع الى قرآننا الكريم , ونراه هل يدعونا الى التفرق والشتات , فنرى أنه لم يدعو تحت اي مسمى أو دعوى لذلك , ولا في مورد واحد , أنما يحث على الوحدة والحفاظ على المصلحة العامة ويبين الاثار السلبية للتفرق , قال تعالى : (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) . وفي آية اخرى قال تعالى : ( وَلاَ تَنَـٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُواْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ  [الأنفال:45، 46 .  وبين في مورد اخر ان سبب تسلط الظلمة هو عملهم الدؤوب في أضعاف الامة من خلال هذا الحل السحري والامثل لهم وذلك بتفريق الامة وتمزيق وحدتها , قال تعالى : ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً ﴾
, وان كانت هذه الوحدة الاسلامية والعالمية في بعض الاحيان قد تضر بالمصلحة الخاصة فيجب تحمل اعبائها , ولكن ان وصلت الى حد الخطر بالنسبة للمعتقدات فالموازنة الصحيحة تبقى قائمة في الحفاظ على النفس والقيم والمبادئ والامور العقدية الصحيحة وعدم اتلافها أو تحريفها بدعوى الوحدة فلا يتوهم متوهم أننا هنا ندعوا الى الوحدة على حساب العقيدة فهذا قول السفهاء الغافلين اعاذنا الله ان نكون من الغافلين ,  ولم تبتعد السنة النبوية الشريفة عن هذا الموضوع الخطير فأشارت اليه بكل وضوح واكدت عليه في اكثر من محفل , وما طلب النبي صلى الله عليه واله وهو على فراش الموت دوات وقلم ليكتب لهم كتابا لكي لا يضلوا بعده أي لا يتفرقوا شيعا كما هو حالهم اليوم . ومنها , عن أبي الدرداء قال , قال النبي صلى الله عليه واله :  ما من ثلاثة لا تقام فيهم الصلاة إلا وقد استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية . ومما وصى به النبي صلى الله عليه واله أصحابه قائلا : عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة . وورد عنه صلى الله عليه واله انه قال :  مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى  .  وفيه ما فيه من الاشارة الى اهمية التلاحم بين المؤمنين , وورد عنه قوله صلى الله عليه واله :  من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، ومن لم يصبح ويمسي ناصحاً لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منا " . أخواني الاعزاء لنتامل قليلا في معنى كثرة الاحاديث الواردة في أهمية العبادات الجماعية , مثل , صلاة الجماعة والحث عليها بكل صورة وزيادة الثواب كلما زاد عدد المصلين . وما ورد في اهمية الدعاء بصورة جماعية وانه اسرع في القبول وارضى للرب ويعجل قضاء الحوائج , وقد جاء هذه الامة من العبادة الجماعية ما لم ياتي غيرهم , شهر رمضان الذي يشعر الفرد فيه انه يشترك مع امة ضخمة الان وفي نفس اللحظة بطاعة الله سبحانه بالامتناع عن جميع المفطرات كل هذا الا يدعونا الى مراجعة حساباتنا والتدقيق في كلامنا قبل ان نطلقه في تكفير الاخرين واخراجهم من الدين والملة فما النفع في ذلك , الا اننا نقدم خدمة جليلة وعظيمة ومجانية لاعداء الانسانية والاسلام بتفرقنا وضعفنا مما يجعلنا فريسة سهلة بيديهم , وهل نعتقد اننا لا نشارك في ظلم الظالمين بهذا التفرق والضعف , نعم فلولا هذا الضعف الحاصل بسببنا لاستطعنا ان ننقذ الالاف بل الملايين من الظلم , فبعد ان فقدنا قوتنا بتفرقنا مكنا الظالمين من التصرف كما يحلو لهم فلا رادع لهم عن ظلم عباد الله , هذا من جهة ومن جهة ثانية لنرجع الى سيرة اهل البيت عليهم السلام , فلا نجدهم قد دعوا الى شق الصف وانما أرادوا ان يبينوا ان مخالفيهم ممن استولى على الخلافة , قد خرج اصلا من الاسلام وارتد وحين رأوا ان الامة لم تستجب ولم تعي المشكلة فضلا عن خطورتها , ساروا مع الواقع فنراهم يجلسون الى جانب الخليفة ويشاركون بالمشورة والنصيحة , فلو قال قائل أن الامام الحسين عليه السلام قد شق عصا المسلمين فهذا أشتباه وغفلة , وما أفهمه  ان سيد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام , حاول ان يبين للامة ان يزيد فاسق خارج عن ملة الاسلام لايجوز ان يتولى على رقاب المؤمنين فكان المسير الطبيعي لهذه الدعوه هو الخروج لان الطرف الثاني غير مستعد للحوار الفكري والعلمي وحين راى الامام ان القضية ستشق عصا المسلمين فهم غير جاهزين لتلقي دعوته الفكرية الاصلاحية طلب منهم العودة الى مدينته بسلام فابوا الا القتال , فاصبح القتال دفاعا عن النفس والمبادئ والقيم التي يحملها الحسين عليه السلام واصحابه ومحاولا أيقاظ الامة بأغلى ما يملكه لاعادة الحياة والارادة الايمانية الصلبة , ثم استمرت سيرة اهل البيت عليهم السلام على عدم شق عصا المسلمين والمحافظة على روح الوحدة والتماسك وتحشيد القوى ضد اعداء الاسلام من الروم والبيزنطيين واليهود وخير شاهد على ذلك هو الادعية السجادية المباركة وفيها يدعو الامام عليه السلام بالنصر لجيوش المسلمين التي هي في نظره ونظرنا اليوم كانت تحت قيادة اناس بعيدين عن الله تعالى وقد اشتركت في قتل ابيه واعمامه والصحابة الطاهرين وسبي عماته , ولولا هذا الجهد والتخطيط المبارك لآئمتنا عليهم السلام , لما راينا وجودا ولو عل مستوى الوجود الديني البسيط الذي نراه اليوم , ومن جهة أخرى لا يوجد لدينا رواية واحدة صحيحة السند تدعوا الى شق عصا المسلمين والتعاون مع اعداء الاسلام لحرب المخالفين من المذاهب الاخرى , بل العكس من ذلك كان اهل البيت عليهم السلام يلبون دعوة الحكام لمناقشة رسل الملوك الذين يطلبون المناظرة مع علماء الاسلام وهذا عليه من الشواهد الكثير الكثير , ولنأتي الى حكم العقل فهل يحكم العقل بالتفرق ام التوحد مع تحمل اعباء الوحدة وبعض سلبياتها على بعض المنتمين اليها , بطبيعة الحال نجد ان العقلاء على مر الازمنة يدعون الى الوحدة وينبذون الفرقة لما لها من مساوئ على المجتمع الانساني الحر وتلك النظرية او القاعدة التي يعمل عليه اعداء الانسانية القائلة ( فرق تسد ) لهي قائمة الى يومنا هذا لانها اثبتت فاعليتها العجيبة فتحقق اهدافا يعجز عن تحقيقها اقوى جيوش العالم ممن يمتلك افضل واحدث واخطر الاسلحة الامر ببساطة ذكره الله تعالى لعباده في القران الكريم ينبههم فيه الى عدوهم الحقيقي الذي يحاول ويحاول بمختلف الحيل ان يزرع الخلاف والفرقة بين بني البشر , الا وهو الشيطان لعنة الله عليه ( انما عدوكم الشيطان فاحذروه ) انما عدوكم الشيطان فاتخذوه عدوا ) فالقران يامر بني البشر عموما الى التوحد في محاربة هذا العدو , فلا يخدعوا بان يجعل منهم اعداء بعضهم البعض فتذهب ريحهم فالاسلام لا يحارب ولا يقاتل من بني البشر الا من وصل الى مرحلة الشيطنة  فكان شيطانا , وحين نرى تصرف داعي الله الاكبر النبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله مع غير المسلمين ومحاورته الانسانية لهم داعيا لهم الى الرجوع الى فطرتهم السليمة والى حكم العقل يستثير الفطرة التي فطر الله الناس عليها داعيا لهم الى احترام عقولهم متحملا المصاعب ليثبت لهم صدق دعواه لهم بانه يريد منفعتهم لا غير , قال تعالى : (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ  . وفي اية اخرى يقول سبحانه على لسان نبيه : ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبينوفي مورد اخر قال تعالى ) إن أريد إلا الإصلاح ) فالإصلاح هو منهج الرسل وأتباع الرسل، ولنتابع محاوراته العقلائية الانسانية العالية لهم نجده وبكل صورة ممكنه يحاول ان يثبت لهم انه لايريد ان يجبرهم على اتباعه انما يكفيه ان ينتبهوا لواقعهم ويرجعوا الى فطرتهم التي تامرهم بوجوب طاعة الله سبحانه وعبوديته وترك عبادة الشيطان فكل شئ غير عبادة الله لهو عبادة للشيطان , الا ان طرق فهم هذا الامر مختلفة وقناعات الناس بما يحيكه الشيطان وحليفه النفس الامارة بالسوء تختلف قوة وضعفا فمرة يقنعهم بانهم هم من يفكرون والحقيقة غير ذلك ونفس اتباع هذا التفكير الزائف لهو عبادة لغير الله سبحانه ومرة يقولون اننا لا نتبع اي ديانه ونفس هذا التفكير هو عبودية لغير الله سبحانه , وان رجعنا مثلا الى الادعية السجادية للامام زين العابدين عليه السلام لوجدانها مشحونة بالدعوة الى الوحدة والتماسك والعفو عن المسئ وغيرها , مع ان الامام السجاد عليه السلام  من جانب نفسي في وضع يدعوه الى الثورة على كل مفاصل الدولة الظالمة بل اشد من ذلك يدعوه وضعه الذي تعرض فيه الى خيانة الامة له الى مقاطعة الناس والابتعاد عن هكذا امة منحرفة خائنة لا تميز بين الحق والباطل وان ميزت فهي تنصر الباطل وتخذل وتقاتل الحق ومع هذا نراه اجتماعيا يعامل الناس كاب رحيم بهم ودود عطوف عليهم ناسيا او متناسيا لماضيهم وهكذا نجد سيرة المتشرعة تعمل على الوحدة حتى الى وقت قريب حين دخل الانكليز الى المناطق الاسلامية وقف العلماء الى جانب الدولة العثمانية الظالمة التي عانوا منها الامرين الا انهم اجبروا على القتال الى جانبها , فعلى الاقل انهم ينصرون الدولة الاسلامية ضد دولة كافرة , ونرى فتوى علمائنا بشان الجهاد ضد اليهود فيحبذونه ويحثون المؤمنين عليه مع ان الفلسطينيين معروفيين بأن اكثرهم من النواصب لاهل البيت , لكن يبقى عنوان الوحدة هو المطلوب والله ولي التوفيق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق