الجمعة، 3 فبراير 2012

مسؤولية الدعاة الى الله عز وجل

إن مسؤولية الإمام والقائد ومن يمثله أو ينوب عنه

، وهو الفقيه الجامع للشرائط في عصر الغيبة، وكذلك مسؤولية من يؤمن به هي إصلاح وتغيير الناس وتقرير مفاهيم وقيم الإسلام في واقع الحياة، وهذه المسؤولية تتطلب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة التي تدخل الى عقول وقلوب الآخرين برفق، فتؤثر على ولاءاتهم وانتماءاتهم، فيتوجهون الى إصلاح أنفسهم ثم مواقفهم. فماذا عمل الإمام العسكري (ع) حتّى استطاع تغيير هؤلاء؛ فالمتوقع إنه دعاهم بالحكمة والموعظة الحسنة وهذه هي الحقيقة، فتأثروا بدعوته ثم سيرته. ومن هنا فالدعاة ومطلق المبلغين بحاجة الى الاستفادة من هذا الدرس للانطلاق نحو إصلاح الآخرين وان كانوا منحرفين أو معادين؛ لأنهم قد آنسوا بأفكارهم وولاءاتهم حتى أصبحت جزءاً من كيانهم وذواتهم، فاستشعروا من خلالها بوجودهم وكرامتهم، ولهذا فان أي تنازل عن أفكارهم وولاءاتهم بمثابة التنازل عن ذواتهم وكرامتهم، ولا يتحقق التنازل إلا بالرفق وممارسة الأسلوب الحكيم بلا تقبيح للمقابل أو ترذيل له، أو مواجهته بالاهتمام أو الشتم أو اللعن، لأنها ردود أفعال لا تغير من الواقع شيئاً، ولا تحقق أي مكسب للداعية والمبلّغ، بل تزيد من الكراهية والتنافر والتدابر. والإمام (ع) حينما دعا الى مؤانسة إسحاق الكندي جعله يتنازل عن آرائه لأن المؤانسة لطف يدغدغ العواطف والمشاعر، ويدفعها نحو الرأي الاصوب والموقف الأصوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق