الجمعة، 20 يناير 2012

الحق والباطل والمعركة الازلية

الحق والباطل والمعركة الازلية ,

انتقل الانسان من الاستعباد الجسدي الى الاستعباد الفكري وهذا هو حال اغلب المثقفين في وقتنا الحالي للاسف الشديد والمتدينين الذين انغلقوا على فكرة واحدة لاتقبل الشك في نظرهم فقد اعتاد مفكري العرب ومثقفيهم على احادية التفكير وعدم تقبل فكرة الطرف الاخر وان كان في الواقع للطرف الاخر احقية وهذا ما سبب الكثير من التخلف الفكري لدى الكثير ممن يعتقدون انهم مفكرين او علماء وما هم الا ذوي جهل مركب يصعب افهامهم بهذه الحقيقة وفي الواقع ان هذه ليست بمشكلة عويصة ان كانت على المستوى الفردي ولكن المصيبة عندما يتسلم امثال هؤلاء مراكز مؤثرة في حركة الشعوب والمجتمعات فبما يملكون من ادوات علمية يستطيعون ان يغرروا بالكثير من الجهلة والبسطاء ومتوسطي التفكير ممن لايحاول ان يفكر خوفا من ان يتعب نفسه كشارب الخمر يشربها لكي ينسى مشاكله وفي الحقيقة انه لم يحل أي مشكلة وانما بقيت على حالها ان لم نقل انها ازدادت مشكلة عويصة اخطر من سابقتها وما سقت هذا المثل الا للتشابه العجيب بينه وبين مانتكلم عنه فهذه المظاهر الثقافية والعلمية الخادعة كالخمرة تنسي الانسان عن مشاكله الحقيقية وتريه على انه في احسن حال فنحن نعاني من مشكلة حقيقية اخذت ماخذها في عالم اليوم وسببت الكثير الكثير من التخلف الا وهي اشباه العلماء والمثقفين هؤلاء هم الاداة الفعالة بيد ابليس في حربه ضد بني البشر فهم ينخدع بهم الكثير من بني البشر مما يجعل معسكرنا يفقد الكثير من طاقته القتالية في هذه المعركة الازلية ولولا الضربة النوعية التي وجهها قائد مهم في هذا الصراع الازلي الا وهو سيدي ومولاي الامام الحسين عليه السلام لمعسكر الباطل لكان الوضع مختلف اليوم لايعلم بماساويته الا الله عز وجل الا ان القرار الصعب والخطوة الجبارة التي خطاها ابي عبد الله الحسين عليه السلام اذهلت العدو وجعلته محتارا وتائها فبعد ان تصور ان القضية اصبحت الى جانبه والنصر حليفه بعد ان استولى اعوانه على مقدرات الامة الاسلامية التي كانت بحسب اعتقاده قد خرجت من المسار الذي وضعه اخر القادة العظماء بحسب ظنه الا وهو نبي الرحمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وعدم تمكن شخصية بمؤهلات قريبه من مؤهلات القائد السابق الا وهو امير المؤمنين من ارجاع الامور الى نصابها فالشر والمرض قد استشرى بالامة الى حد بعيد تحتاج فيه الى وقت طويل لعلاجها وهو ما لايسمح لشخصية قيادية عظيمة كأمير المؤمنين عليه السلام الذي احاطت به قوى الشر والظلام من كل جانب وسيطر ائمة الظلال على مقدرات الامة وعقولها فاصبح الجهلة قادة والفاسدين امناء وهذا الوضع اضطر امير المؤمنين عليه السلام الى السكوت حفاظا على الاسلام الظاهري الى ان ياذن الله عز وجل بان ترجع الامة الى هداها فتختار الصالحين الممثلين لله عز وجل في ارضه فلم يرضى الشر الا ان يوغل في ضربته القاضية اكثر بافقاد الامة ارادتها بعد ان فقدت هويتها بتسليم الامر الى انجس خلق الله تعالى واشدهم تمثيلا لابليس في الارض فما كان من مكر الله تعالى الا ان سير الامور بشكل اخر لم تحسب له قوى الشر حساب بخروج الحسين عليه السلام بكل ثقل النبوة رجال ونساء واطفال فنرى الامام سلام الله عليه ركز على ان يلبس عمامة رسول الله ويركب دابة رسول الله ويحمل سيف رسول الله الى اخره امعانا منه في نصرة القضية والحفاظ عليها ولو ظاهريا الى ان ياذن الله وبعد هذه المعركة الجبارة بين معسكر الحق بقيادة ابي عبد الله الحسين عليه السلام ومعسكر الباطل بقيادة يزيد بن معاوية والنصر المعنوي والفكري الذي رافق هذه المسيرة العظيمة لمعسكر الحق فياترى هل ان ابليس ترك الامر وشانه ام انه يعمل ليل نهار ينصب الفخاخ والمكائد لاضعاف معسكر الحق من الطبيعي ان كل عاقل يفهم ان ابليس لعنة الله عليه لن يسكت ولن يهدأ فهو يعلم ان المعركة الفاصلة قادمة وما معركة الطف الا مقدمة قربت المسافاة التي بعدها على مدى سنين طويلة ومن اساليبه التي يجب الالتفات اليها زرعه للكثير من المنافقين في معسكر الحق الذين يظهرون الايمان ويخفون الكفر فيجعلهم يتسلمون اماكن مفصلية تؤثر في هذا الكيان ينخدع بهم الكثير من المحسوبين على معسكر الحق فعلى كل الاخوة الانتباه الى ذلك والعمل الحثيث من اجل محاربته وترك التهاون والكسل فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف , وفقكم الله لما فيه الخير والصلاح . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق